ابقي كما أنتِ…
شهيةً كحرفٍ تمرد في شفتيكِ
وطريةً كحلمٍ
تدلّى برفقٍ على وجنتيكِ
كأنكِ قادمةٌ من نبيذٍ
تخثّر دفءً على كتفيكِ
وكم مرةٍ
أعدتُ ترتيب أزراركِ
وتسريحةَ البوح فوق يديكِ
كنحاتٍ ضرير
يرى الكونَ بأطراف اصابعه
حين يلمّ ملامح وجهكِ وصدرك بين يديهِ
وكنتُ
أواجهُ جيش الشفاهِ
وحيدًا…
كمن لا يرى في الجراح سواكِ
وما كنتُ بالحزنِ يومًا هزيمتي
بل كنتُ أهوى الهزيمة في شفتيكِ
كمُنهزمٍ
يستريحُ بنار الحنينِ إليكِ

ابقي كما أنتِ
قولي لي:
من أين يأتي ارتباكي إليكِ؟
وكيف أُعيد اتزاني
إذا ما سحرتِ المكان بخطوتكِ؟
وكيف أراكِ
تمدّين فوضى المساء كظلٍّ
وتقطعين ليلتي بنعومتكِ؟
علّمتني أن في الحب فلسفةً
لا تُحكى…
وتُكتب أحيانًا على شفتكِ
فابقي كما أنتِ
واخلعي عنكِ ما ليس منكِ
وارتدي فكرةً
تعرفين بها كيف تُفتحُ نافذتكِ
أنا لا أطلب أكثر من رعشةٍ
تُشعل الوقتَ بين يديكِ
ولا أكثر من قبلةٍ
تُنقذُ الشعر من ورطتي في هواكِ

ابقي كما أنتِ
ابقي كما أنتِ
وامنحيني جنونكِ
فأنا العاشقُ المبتلى
بامتلاككِ… ودهشتكِ… وملكتكِ
فدعيني…
أمارس فيكِ الجنونَ كما تشتهينْ
أُزيّفُ في حضنكِ العالمينْ
وأزرع أنفاسيَ العاريةَ
في خاصرتيكِ كأنكِ أرضُ الحنينْ
دعيني أقول الذي لا يُقالُ
وأكتب في جسدكِ الناعمِ المستكينْ:
“هنا تبدأ اللغةُ الثانيةْ…
هنا تنتهي كل معجزةٍ
لا تُفسّر إلا بملمسكِ الياسمينْ”

ابقي كما أنتِ
دعيني أحبكِ
بلا أي شرطٍ
كما يُولد الشِعرُ من شهقةِ العاشقينْ
فأنتِ…
صلاتي الأخيرةُ
وسرُّ انحنائي
وآخرُ أنثى…
تُجيد ارتكاب الأنينْ
الشاعر: محمود الجدلي
شاعر الوجد وسادن الحرف