مقال: أوضاع المرأة في ظل جائحة كورونا

مقالات
5.2K
4



بقلم : فاطمة الكحلوت

كاتبة وباحثة اجتماعية

جائحة كورونا لم تؤثر فقط على الأوضاع الإقتصادية والظروف المعيشية بل لامست بناء الأسرة وبشكل خاص ،كما أنه من المؤسف رغم تأثيرها السلبي على كافة المجالات أدت إلى زيادة العنف الأسري وخاصة العنف ضد المرأة ، فعندما نتحدث عن المرأة نتحدث عن نصف المجتمع وهذا يعني بأنها تمثل نصف طاقته الإنتاجية ، كما أن تقدم المجتمع مرتبط إرتباطاً وثيقاً بمدى تقدم النساء فيه ومدى حرصه على المساواة بينها وبين الرجل والقضاء على أي تمييز أو أي عنفٍ يمسها .

ما زالت المرأة هي القضية التي نقف عليها أجمعين ،فبالرغم من جميع القوانين والتشريعات التي تعطيها حقها وبالرغم من وجود المنظمات والجمعيات النسائية التي تعتني بها وتسعى إلى رفع مكانتها في الحياة الإجتماعية والسياسية وتفعيل دورها في بناء المجتمع إلا أنها لم تكن كافية لردع الظلم والعنف الذي تتعرض له ،فهي ما زالت تعاني من الأفكار التي يعتقدها بعض الناس بأن دورها مقتصر على تدبير شؤون المنزل ورعاية أبناءها مما أحدث فرقاً عند تفكير بعض الرجال بأن له الحق في ممارسة التسلط والعنف عليها .




فكيف حالهن أثناء الحجر المنزلي وكيف أثر ذلك سلباً على حياتهن وأدى إلى زيادة العنف في ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا ؟

تقول إحداهن التي تبلغ من العمر الواحد والأربعين بأنها تزوجت عن عمر السابع عشر بعد إجبار من أهلها بأن تترك دراستها وتتزوج لتكتشف بعد مدة بأن زوجها الذي يكبرها بسبع أعوام متسلط وكثيراً ما يُهينها ويتلفظ بألفاظ دنيئة ويقوم بضربها إن تكلمت بكلمة واحدة رداً على تصرفاته ،لكنها لم تفكر بالطلاق لإنها تخاف نظرة المجتمع بأن تكون مطلقة وكيف سيكون مصيرها بعد الطلاق ،ومع إستمرار العنف والضرب المبرح بأسباب وبدون أسباب قررت العودة إلى بيت أهلها فأصبحت تتلقى الإهانات منهم والكلام الجارح لإصرارها على الطلاق وما بين التفكير بالطلاق والعودة إليه عرفت بأنها حامل فأي الخيارات ستختار وماذا ستفعل ؟! 

مضى أشهر ولم يسأل زوجها عنها إلى أن جاء موعد الولادة فعرفت بأنها فتاة ، شئٌ ما تمزق في داخلها فكيف ستعيش طفلة مع أم مطلقة ما الظروف التي ستعيشها ؟! حين قرر الأهل بأنها إن أرادت الطلاق أن تترك طفلتها عند والدها لكنها سرعان ما إختارت أن تعيش لأجلها وبأن لا تتركها بين يدي أب ظالم ومتسلط قد يقتلها ولا تجد من يدافع عنها ، ومضت سنوات ولم يتوقف عن ممارسة العنف بل إزداد بإزدياد المسؤليات عليه وأثناء الحجر المنزلي أدى تواجده طوال اليوم إلى زيادته في ممارسة العنف والضرب الذي وصل للأبناء من أجل أن يفرغَ طاقة غضبه وينفس عن نفسه من خلال تعنيفهم لكن أي حق أعطاه لنفسه بأن يفعل هكذا ..

قد يكون الحل أن يحكم بينهم القاضي أو أن يتم توقيعه على وثيقة عدم التعرض إليهم مرة أخرى لكن هذا سيجعله مُتقصداً ومتعمداً أن يزيد من ممارسة العنف لتجرؤها على محاسبته قانونياً وقد يقوم بتهديدها بالقتل ،فهل ستمتلك القوة بأن تقدم الشكوى مرة أخرى وما هو المكان الآمن الذي ستلجأ إليه هي وأبناءها ..





هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك