«الدلاح».. فاكهة كل البيوت في صيف المغرب




يعتلي الدلاح أو البطيخ الأحمر في المغرب عرش الفواكه الشعبية المحببة في المغرب؛ لأنه فاكهة مبرِدة غنية بالماء وحلوة، متوفر بكثافة ويناديك في كل مكان على عربات فوق الأرصفة أو سيارات مكشوفة وفي كل الأسواق التقليدية والعصرية، وهو الفاكهة التي تدخل كل بيت مغربي ولا يتأخر عنها رب الأسرة على وزنها الثقيل، والمشاع أن الدلاحة كلما كانت كبيرة الحجم كلما كانت حمراء وحلوة، وللبطيخ الأحمر تسميات مختلفة في الدول العربية؛ فبينما يسمى في ليبيا وتونس والجزائر «الدلاع»، في العراق والكويت يسمى «بالرقّي»، وفي دول الخليج «الجبس» أو «الجح».

منطقة باسم البطيخ




في المغرب يختلف الأمر فهو يملك أسماء مختلفة باختلاف جهات المغرب؛ إذ يسمى «الكوار» بالمناطق الغربية بالنظر لشكله المكوّر، ويسميه أهل الداخل والجنوب «الدلاح»؛ حتى أن منطقة سهلية بالسواحل الغربية للمحيط الأطلسي تعرف باسم «الدلالحة» لشهرتهم بزراعة هذه الفاكهة، بينما يطلق عليه أهل مدينة الدار البيضاء وضواحيها لفظ «الدلاع»، أما شرق المغرب فيطلقون عليه اسم «الدليع».

وكان المغاربة لا يتناولون «الدلاح» إلا في فصل الصيف، في شهري يوليو وأغسطس؛ حيث تكون غلته أجود لتشبعه بالحرارة والإضاءة التي يحتاجها للنضج الجيد، لكن اليوم قد أصبح البطيخ الأحمر يروّج في الأسواق وعلى الموائد ابتداءً من أواخر شهر مارس ومطلع شهر أبريل، بفضل التقنيات الزراعية الحديثة كالزراعات المغطاة والتهجين، والري الحديث والأدوية الواقية، ومع ذلك تبقى أفضل فترات استهلاكه هي يونيو ويوليوز وغشت.

فوائد صحية متعددة

علاوة على المذاق اللذيذ لفاكهة البطيخ، وملاءمتها الشديدة لحرارة الصيف؛ فإنها تتميز بعدد من الفوائد التي يجهلها معظمنا.

بالإمكان تناول بذور البطيخ على هيئة مسحوق؛ فهي ضرورية ومفيدة لاحتوائها على نسبة مرتفعة من البروتينات وفيتامين В، كما أن زيت البذور مفيد لتحسين الشعر ونضارة الجلد، ويستخدم في الزيوت الخاصة بالأطفال؛ فهو غني بالعناصر المعدنية والفيتامينات والأحماض الزيتية المختلفة التي تصلح للجلد وللوقاية من النوبات القلبية والجلطة الدماغية.

يعتبر أفضل شراب قبل التدريبات البدنية القاسية؛ لاحتوائه على الأحماض الأمينية التي تساعد على تخفيف الألم العضلي بعد التدريب، وكذلك يساعد في عودة نبضات القلب إلى معدلاتها الطبيعية.

صبغة الليكوبين

البطيخ الأحمر غني بصبغة الليكوبين التي تعطي البطيخ لونه الأحمر أو الوردي، وهي ذاتها التي تمنح الطماطم لونها الأحمر؛ لذلك فإن تناول البطيخ يمنح الجسم القدرة على الحصول على الليكوبين بسهولة، وتقي هذه الصبغة من أمراض السكري ومضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسن المناعة.

مضاد للأكسدة ومستودع المعادن والفيتامينات

يحتوي البطيخ إلى جانب صبغات الليكوبين والسترولين على مضادات أكسدة كحمض الأسكوربيك وبيتا كاروتين، اللذين يقللان من الضرر الذي تحدثه الجذور الحرة الضارة الناجمة عن التفاعلات المختلفة داخل جسم الإنسان.

تعطي كمية قدرها 100 غرام من البطيخ الأحمر 30 سعرة حرارية، وتحتوي هذه الفاكهة على فيتامينات A وB وC وD، وعناصر البوتاسيوم والفسفور والزنك والحديد وغيرها، إلى جانب احتواء البطيخ على 92% من الماء.

 

للحوامل

يفيد البطيخ الأحمر في حل مشكلات عديدة تعاني منها المرأة الحامل، مثل: غثيان الصباح، والحموضة والتشنجات العضلية؛ لذلك فإن تناول قدح من عصير البطيخ الأحمر في الصباح، يكفي للتخفيف من آثار تلك الأعراض.

ممنوعون من البطيخ الأحمر

تشير الدكتورة سفيتلانا فوس، خبيرة التغذية الروسية، إلى أن البطيخ الأحمر من المواد الغذائية المفيدة الشائعة الاستخدام، ولكن على من يعاني من أمراض مزمنة في الجهاز الهضمي أن يتجنبه.

ووفقاً لها، يجب على الأشخاص الذين يعانون من الإسهال والتهابات في القولون وحصى في الكلى وأمراض البروستات، الامتناع عن تناول البطيخ الأحمر.

وتؤكد على أنه في جميع الحالات الأخرى، يكون تناول البطيخ الأحمر مفيداً جداً؛ لأنه يتكون تقريباً من 100% من الماء ويروي العطش، وهو غني بالمواد المعدنية والفيتامينات وغيرها.

فاكهة قديمة

يذكر أن البطيخ عُرف أول مرة في صحراء كالاهاري في أفريقيا، بينما سجل أول حصاد له قبل أكثر من خمسة آلاف عام في مصر، ومنها انتقل إلى دول البحر المتوسط حتى وصل إلى الصين، التي أصبحت أكبر منتج للبطيخ في العالم، وللبطيخ ما يزيد عن 1200 نوع، وقد قطفت أكبر بطيخة في العالم في أميركا عام 1990 بوزن 120 كيلوغراماً.





تعليقات الفيسبوك