من يتحمل مسؤولية هروب الفتاة من بيت أسرتها؟

مقالات
11.3K
0



بقلم : أماني المعجل

لماذا تهرب الفتاة من بيت أسرتها وما الذي يدفعها للقيام بذلك؟ تساؤلات تدفع الكثير من الناس إلى التبرير بأن قسوة الأهل هي السبب وأن الفتاة قد تكون ضحية جهل والديها أو إنشغالهم عن متابعتها، وقد يكون تأثير الإنفتاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض أفكار غريبة عن تقاليد مجتمعاتنا من أحد أسباب ذلك.

هناك عدة أسباب تدفع الفتاة للهروب :منها ضعف الوازع الديني والتفكك الاسري، العنف وانعدام الحوار الأسري أيضا صديقات السوء والتقليد الأعمى لما يظهر على وسائل  الإعلام وقد تكون أسباباً نفسية تدفعهن إلى ذلك




من أنواع الهروب هروب معنوي: وهو الأكثر شيوعاً فتنعزل الفتاة نفسياً وتبقى في غرفتها مدةً طويلة، حيث تجعل لنفسها عالماً آخر من خلال الأحاديث الهاتفية، أو المحادثة عبر الإنترنت، فتملأ هذه المحادثات عقلها ووجدانها, يطمئن فيها الوالدان بأن ابنتهم تواكب العصر أمام شاشة الكمبيوتر، وهذا بنظرهم آمن من الخروج للنزهات ،وقد تستيقظ الأسرة ذات صباح على فاجعة هروب الفتاة!

شكل آخر من أشكال الهروب: وهو التمرد حيث ترفض بعض الفتيات أي موضوع يطرح لها سواءً كان سلبياً أم إيجابياً, ليس بهدف الوصول إلى نتيجة، ولكن بغرض الحب في المعارضة التي تأتي في هذا الإطار رغبة منها في (إثبات الذات).

هروب مادي: (تُساق إليه الفتاة قسراً) بسبب كثرة الرفض من الأهل لمتطلبات الفتاة، وكثرة الجدال يؤدي إلى الإحساس بعدم إشباع حاجتها النفسية من الحب والتقدير، فتزداد الفجوة بينها وبين عائلتها، وقد تُصاب الفتاة بالاكتئاب، وتصل في نهاية المطاف إلى فكرة الهروب حيث تتلقاها الأيدي غير النظيفة.

واللوم هنا لا يقع على هؤلاء الفتيات الهاربات بل تتحمل الأسرة غياب (الحوار الأسري) لأن الفتاة لم تنشأ منذ الأساس على الرضا بالواقع بأنّ كُلّ شيء مقسوم في الحياة، وأن الناس خُلقوا طبقات شتى، فتجنح بخيالها، وتبتغي تغيير الواقع بالطرق الملتوية غير المشروعة

لكن … تظل الأسرة هي الطرف الذي يتحمل المسؤولية الكبرى ويجب أن تكون هناك علاقات قوية بين الأهل والفتيات وأن توفر لهم مناخًا من الأمان والود والحب والاحترام وتحتويهم خاصة في مرحلة المراهقة وتعرف مشاكلهم وتساندهم من أجل حياة آمنة كريمة.






هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك