العيش على المشاهدات!!

مقالات
4
0



من منا لا يحب الطموح والنجاح ؛ وجني ثمار جهده.. من منا لا يحب العيش الجميل ..من منا لايحب أن يرتاح ويريح أولاده من مشقة ؛ وعناء الغد .
المؤكد أن جميعنا نتفق على كل ماسبق لكن الغير مقبول أو المسكوت عنه لسنوات قريبة متتالية ولا أدري لماذا! أن شيء كبير تغير وغير معه السبل المشروعة للوصول للغايات النبيلة .

 

العيش على المشاهدات!!

العيش على المشاهدات!!

اعلم أن السبل المشروعة والغير مشروعة موجودة في كل مجتمع وأن كل مجتمع فيه الصالح والطالح ؛ وأن الناس فيها الخير والشرير وأنهم طبقات ؛ وكذلك خلق الله العقول البشرية ودرجات الإستيعاب بينهم متفاوتة .

فالمجتمعات تقوى بالتركيبة الطبيعية المتنوعة مابين صناعها ؛وعلمائها ؛ وأساتذتها وكُل المهن المتعارف عليها من قديم الأزل .
لكن الذي لا اعلمه تلك المهن المستحدثة التي جعلت العاطل والمتواكل صاحب محتوى
صحيح العالم كله يتغير لكن الذي لا اعلمه لماذا عالمنا العربي بالذات يتغير للاسوء!
نعم الظروف والأحوال والطبائع اختلفت .. لكن ليس للدرجة التي استسلم لها الكثيرون..

للأسف وقع معظم المتنافسين أو بمعني اوضح المتكالبين حول الشاشات في فخ كبير؛ وتمثل النجاح من وجهة نظرهم في جذب رأس المال والسعي للشهرة عن طريق الترويج لأعلى نسبة مشاهدة ولايهم ماذا يشاهد الجميع.




فصار تشيير الفتن والفضائح امر عادي ،واصبح الابتذال هو الإبداع ، والشرشحة والسوقية والألفاظ الخادشة للحياء هم الأرض الخصبة لنمو أسوء الأمور التي قد تحدث بأي مجتمع .

الفقر ليس عيبا على الإطلاق لكن هل يعقل أن يصير المهمشين وأهل القاع هم من ضمن فريق الملهمين في صناعة المحتوى ؛ وعن أي محتوى نتحدث وعن أي ناس يقف بعض من اعلامنا لجوارهم أو يشجع ويصفق ويهلل من لهم حق الظهور علينا كمبدعين أو فنانين كما أسميناهم!

 

 

هل يعقل أن كل من هب ودب لمجرد أنه يمسك بالهاتف ويفتح الكاميرا ويدعي كذباً أو مكراً أو حتى صدقاً لنرى نحن كُل ما نراه ونسمع كل ما نسمعه
إلى متى نحاط بكل هذا الأذى ؟!

ومن المسؤول عما وصلنا إليه من بيع أي شيء لأجل الوصول للمال ؟!



ملعون هذا المال الذي يتأتى من الفضائح أو التعدي على الأباء والأمهات والأخوة أو ادعاء مالا يحدث أو تشويه احد .
ملعون هذا المال الذي تباع به النفوس والكرامة .
ملعون هذا المال الذي يضيع اجيال لم تعد ترى منفعة من التعليم والاجتهاد والأدب والالتزام وحفظ الأنفس.
ملعون هذا المال الذي يأتي بتزايد المشاهدات وقتل المشاعر ،والأحاسيس والإنسانية .

بقلم الأديبة .. جيهان جمال






Mesyar - مسيار

هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك