«موضة تسمير» .. بين صحة البشرة وأيذائها

الفساتين
32.5K
0




«موضة تسمير» .. بين صحة البشرة وأيذائها
من الموضات العالمية الحديثة، سعي البعض إلى تغيير لون البشرة إلى اللون الأسمر أو اللون البرونزي، سواء كان ذلك عن طريق التعرض المباشر للشمس، أو في الصالونات الخاصة بالأشعة فوق البنفسجية، أو باستخدام مواد تسمر لون البشرة، من غير اللجوء إلى استخدام الأشعة فوق البنفسجية. فما هي الفوائد الصحية والجمالية لها؟ وهل لها من مضار صحية؟
هذا ما سنسلط عليه الضوء في هذا المقال الذي أعده لـ«صحتك» الدكتور عادل السنتلي، استشاري الأمراض الجلدية مع تخصص دقيق في أمراض الشعر وزراعة الشعر بالمستشفى العسكري بجدة وعضو الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية سؤال يطرح نفسه: لماذا يحب البعض تغيير لون الجلد إلى اللون الأسمر أو اللون البرونزي؟ يجيب الدكتور عادل السنتلي: في عام 1923 ظهرت مصممة الأزياء كوكو شانيل في وسائل الإعلام، وقد بدت بلون برونزي نتيجة لبقائها لوقت طويل تحت أشعة الشمس أثناء رحلتها في يخت من باريس إلى مدينة كان.
وقد صرحت في ذلك الوقت بأن لون الجلد البرونزي أو «السمار الذهبي» هو مؤشر للأناقة. ومن ذلك الوقت أخذت موضة تسمير لون البشرة تنتشر تدريجيا في جميع أنحاء العالم.

لكن تسمير لون البشرة كان يقتصر على شهور الصيف لإمكانية التعرض لأشعة الشمس، ما عدا لبعض المترفين الذين بإمكانهم قضاء إجازة الشتاء في أماكن دافئة مثل شواطئ فلوريدا أو البحر الكاريبي. ومن ثم بدأت في الثمانينات فكرة إنتاج صالونات تسمير البشرة باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.



وفي التسعينات وإلى الآن، ما زال العالم يشهد تطور وانتشار أجهزة وصالونات تسمير البشرة، من دون استخدام الأشعة فوق البنفسجية، ففي الولايات المتحدة الأميركية وحدها هناك أكثر من 50 ألف صالون لتسمير البشرة يرتادها نحو مليون شخص يوميا، حيث ينفق الأميركيون سنويا نحو 5 مليارات دولار على تسمير البشرة، وكذلك في ألمانيا، حيث أوضحت دراسة أن نحو 28 في المائة من الألمان يستخدمون هذه الأجهزة.
ساعدت حملات الدعاية والإعلام على انتشار صالونات التسمير، لا سيما أن الشركات المصنعة لبعض الأجهزة المستخدمة وضعت في إعلاناتها أن هذه الأجهزة آمنة وتساعد على صحة أفضل وتنشط الخلايا المصنعة لفيتامين «دي» في الجسم. لكن هذا الفيتامين يمكن أخذه عن طريق الفم مباشرة دون التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
ومن الأسباب التي تجعل البعض يسعى إلى تسمير لون البشرة هو الاعتقاد بأن تغيير لون الجلد إلى اللون الأسمر أو اللون البرونزي يقي من أشعة الشمس، ويجعل الجلد أكثر مقاومة، وهذا اعتقاد غير صحيح والأفضل هو وضع الكريمات الواقية من الشمس «Sunscreen» بدلا من تسمير لون الجلد.
والجدير بالذكر أن بعض كريمات تسمير البشرة يحتوي على واق للشمس، لكن مدة الوقاية للشمس هي أثناء وجود الكريم على الجلد فقط ولا تستمر فترة التسمير التي تمتد إلى 7 أيام.
يواصل الدكتور عادل السنتلي شرحه للطرق المستخدمة في التسمير، موضحا أن هناك طرقا كثيرة ومتنوعة لتغيير لون البشرة إلى اللون الأسمر أو اللون البرونزي، سنناقشها مع إيراد الإيجابيات والسلبيات لكل طريقة من هذه الطرق.
1- التشمس
التعرض المباشر لأشعة الشمس.. تعتبر هذه الطريقة هي الطريقة التقليدية لتسمير البشرة، لكن من المشاكل المحدقة بمستخدمي هذه الطريقة هي الإصابة بحروق الجلد «sunburn» نتيجة للإفراط في التعرض للشمس، حيث إن الشخص لا يستطيع تحديد مدة التعرض المناسبة له، حيث تختلف قوة أشعة الشمس حسب فصول السنة وحسب الوقت اليومي «الصباح – الظهيرة» وحسب وجود الغيوم. والجدير بالذكر أن أعراض حروق الجلد لا تظهر أثناء التعرض للشمس، ولكن تظهر بعد التعرض بساعات كثيرة، وفي هذا الوقت قد يستمر الشخص بالتعرض للشمس مما يزيد الأمر سوءا.
2- أجهزة «التسمير»
أجهزة التسمير الضوئية «Sunbeds». منذ السبعينات في القرن الماضي بدأ استخدام الأشعة فوق البنفسجية في أجهزة تسمير البشرة.
وقد استخدمت الأشعة فوق البنفسجية «إيه» (Ultraviolet A – UVA) في تسمير البشرة. لكن حديثا أعيد استخدام جرعات أكبر من الأشعة فوق البنفسجية «بي» (UVB) حيث وجد أنها تؤدي إلى اسمرار البشرة أسرع وأقوى من الأشعة فوق البنفسجية «إيه».
كذلك من الأجهزة الحديثة لتسمير البشرة هي الأنواع المكثفة للأشعة High –pressure UVA tanning beds وهذه الأجهزة تنتج الأشعة فوق البنفسجية «إيه» أكثر مما ينتج من التعرض المباشر لأشعة الشمس.
من مميزات أجهزة التسمير الضوئية بشكل عام أن هذه الأجهزة تصدر جرعات محددة من الأشعة فوق البنفسجية.
وبهذه الطريقة يمكن نظريا الحماية من حروق الجلد الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، لكن عمليا فإن إساءة استخدام هذه الأجهزة وتعرض الشخص للأشعة لمدة طويلة أو وجود حساسية من الأشعة، قد يؤدي إلى حروق في الجلد.
– أضرار صحية
ويجب أن نبين أن استخدام هذه الأجهزة قد تنتج عنه أضرار صحية أخرى غير حروق الجلد ومنها:
– إمكانية الإصابة بسرطان الجلد مثل أورام الخلايا القاعدية Basal cell carcinoma وأورام الخلايا الحرشفية Squamous cell carcinoma والميلانوما (الأورام القتامية) الخبيثة Malignant melanoma، حيث أوضحت الدراسات الحديثة أن التعرض لأجهزة التسمير الضوئية قبل سن 35 من العمر قد يزيد من نسبة الإصابة بسرطان الجلد.
لذلك فإن هناك مناشدات في الوسط الطبي لتقليل التعرض لهذه الأجهزة، لا سيما للمراهقين، حيث توجد في بعض الدول تشريعات بضرورة موافقة الوالدين قبل استخدام هذه الأجهزة للمراهقين. وقد منعت منظمة الصحة العالمية استخدام هذه الأجهزة لمن هم دون الثامنة عشرة من العمر.
– ظهور التجاعيد في الجلد بالإضافة إلى تسارع ظهور شيخوخة الجلد.
– النمش والتصبغات الجلدية الناتجة عن استعمال أجهزة التسمير الضوئية.
– أضرار على العين والإبصار، إذ يؤدي تعرض العين المباشر للأشعة فوق البنفسجية إلى التأثير السلبي على قوة النظر، وكذلك قد تصاب العين بالمياه البيضاء إذا تعرضت العين إلى الأشعة لفترات طويلة. لذلك يجب على مستخدمي هذه الأجهزة استخدام النظارات الواقية الخاصة عند التعرض لهذه الأضواء.
– الإدمان على أجهزة تسمير البشرة بالطريقة الضوئية، فقد وجد أن استعمال الأشعة فوق البنفسجية في أجهزة التسمير يؤدي إلى تعود الشخص على هذه الأجهزة ومن ثم إلى الإدمان عليها، ولوحظت الأعراض الانسحابية عند توقف الشخص عن زيارة صالونات التسمير التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية.
وقد بينت دراسة حديثة أن 30 – 40 في المائة من مرتادي صالونات التسمير الضوئية لديهم إدمان على هذه الأجهزة.
وكذلك وجد أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يزيد من مادة الإندورفين endorphins في الجسم.
3- مستحضرات تسمير البشرة
تسمير البشرة دون استخدام الأشعة (Sunless Tanning). هناك كثير من المستحضرات لتسمير البشرة في الصيدليات وصالونات التجميل وهذه المستحضرات تكون على هيئة كريمات (دهانات) أو لوشن أو بخاخات.
تعتبر المادة الرئيسية في هذه المستحضرات هي مادة «دايهيدروكسي أسيتون» (Dihydrxyacetone – DHA) وهي في الأصل أنتجت كمادة بديلة للغلوكوز لعلاج مرض السكري ولكن في الخمسينات لوحظ أنها تغير لون الجلد لدى الذين استعملوها ومن ثم بدئ باستخدام هذه المادة في المستحضرات التجميلية التي تعطي البشرة لونا برونزيا أو أسمر.
عند وضع مستحضرات التسمير على الجلد ترتبط مادة دايهيدروكسي أسيتون مع الأحماض الأمينية الموجودة في طبقة الجلد الخارجية، ومن ثم تتكون مادة تدعى «ميلانويد» (melanoidins) وهي التي تعطي اللون البني الداكن. مادة دايهيدروكسي أسيتون هي مادة آمنة، ولذلك فهي المادة الوحيدة المصرح باستخدامها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
للحصول على نتائج جمالية جيدة يوصى بغسل الجلد بالصابون جيدا لإزالة الخلايا الميتة الزائدة. ويجب على النساء إزالة شعر أرجلهن للحصول على تسمير متساو.
تعطي هذه المستحضرات اللون بعد ساعة واحدة من وضعها على الجلد ويظهر اللون كاملا خلال 8 – 24 ساعة.
توجد هذه المنتجات في الصيدليات وأماكن التجميل ويمكن أن يضعها الشخص بنفسه لكن للحصول على تسمير متساو يمكن وضع هذه المستحضرات في الصالونات المتخصصة بذلك وهي ما يسمى بـ«صالونات التسمير من دون أشعة الشمس» (Sunless Tanning Booths). حبوب ومحفزات
– حبوب تسمير البشرة، وهذه الأقراص تحتوي على مادة التيروسين التي تحفز على زيادة إنتاج الميلانين، وهي الصبغة الطبيعية الموجودة في الجلد.
وبعض هذه الأقراص تحتوي على مادة canthaxanthin وهي مادة توجد في بعض النباتات والفطريات والطحالب.
هذه المادة تتراكم في الجلد فتحول لونه إلى اللون البرتقالي البني. على الرغم من أن هذه المادة مصرح باستعمالها في الصبغات المضافة إلى المأكولات، لكن لم يصرح لها بأن تستعمل كمادة لتسمير البشرة، حيث وجد أن أخذ كميات كبيرة منها يؤثر على شبكية العين، وكذلك قد يؤدي إلى التهاب الكبد وفقر الدم. ولذلك منعت إدارة الغذاء والدواء الأميركية استخدام هذه المواد لتسمير البشرة.
– محفزات تسمير البشرة (Tan Promoters). وهي مستحضرات موضعية تحتوي على مادة (5 – Methoxypsoralen (5 – MOP، حيث تزيد هذه المادة من تأثير الأشعة الضوئية على الجلد فتؤدي إلى زيادة تصنيع صبغة الميلانين الطبيعية في الجلد ولكن خطر هذه المواد يكمن في سهولة حرق الجلد الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، حيث إن الجلد يصبح أكثر حساسية تجاه الأشعة الضوئية. إرشادات صحية
– وفي الختام، ينصح الدكتور عادل السنتلي بأهمية اتباع إرشادات الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية في هذا الموضوع، ومن هذه الإرشادات ما يلي:
– تقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية قدر المستطاع، سواء أشعة الشمس المباشرة أو الأشعة الصادرة من أجهزة التسمير الضوئية. وتكون أشعة الشمس في أوج شدتها من الساعة 10 صباحا إلى 4 عصرا فيفضل عدم التعرض لأشعة الشمس، لا سيما في هذه الأوقات.
– ارتداء الملابس الواقية من الشمس، مثل القبعات وغيرها ووضع الكريمات الواقية من الشمس «Sunscreen» مع الأخذ في الاعتبار أهمية وضع هذه الكريمات بكميات كافية ويكون عاملا واقيا من الشمس «Sun Protection Factor SPF» أكثر من 30 ويفضل الكريمات التي تقي من الأشعة فوق البنفسجية «إيه وبي «UVA – UVB.
– عند الحاجة إلى تسمير البشرة بالإمكان وضع كريمات التسمير بدلا من استعمال الأشعة فوق البنفسجية وبدلا عن التعرض لأشعة الشمس.



هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك