على محبي التعرض للشمس (ومن بينهم بالطبع كل من يعتقد أنه يحمي نفسه بدرجة كافية من أشعة الشمس الضارة) الانتباه إلى ما يلي: بعد نحو أربعة أعوام من إعلان إدارة الغذاء والدواء الأميركية نيتها لتحسين منتجات كريمات الوقاية من أشعة الشمس، أصدرت الإدارة في نهاية المطاف قواعد جديدة تساعد على تقليل حيرة المستهلكين في الاختيار من بين الأعداد الكثيرة للمنتجات في العديد من الصيدليات.
ولكن هذه القواعد لن تصبح سارية المفعول حتى عام آخر (وعامين بالنسبة للمصانع الصغيرة).
تساؤلات مشروعة
وفي الوقت نفسه، يحتاج كل شخص حاليا أن يعلم ما يتعين عليه القيام به للوقاية من حروق الشمس المؤلمة والتشوهات وسرطان الجلد وشيخوخة الجلد المبكرة. وما هي درجة عامل الحماية من الشمس الذي يجب اختياره؟
وهل عامل الحماية 60 أقوى من عامل الحماية 30؟ وماذا تعني كلمة «طيف واسع»؟
وهل جميع واقيات الشمس فعالة بدرجة متساوية؟ وآمنة أيضا بدرجة متساوية؟
وربما يكون السؤال الأكثر خطورة هو لماذا تضاعف احتمال الإصابة بأورام الميلانوما (الأورام القتامية) – وهي سرطانات قاتلة – بعد شيوع استخدام كريمات الوقاية من الشمس؟
تصنيف الكريمات
في البداية يجب أن نعلم بعض الحقائق عن الشمس وعن كريمات الوقاية الحالية. هناك نوعان من أشعة الشمس: أشعة قصيرة تسمى (أشعة فوق بنفسجية بي UVB) وتؤدي إلى الإصابة بالحروق وسرطان الجلد، وأشعة طويلة تسمى (أشعة فوق بنفسجية إيه UVA) وتؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد أيضا والتجاعيد.
وتعكس تصنيفات عامل الحماية من الشمس مدى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية «بي» فقط. وكلما كان التصنيف أعلى زادت الفترة التي يمكن أن يتعرض خلالها الشخص للشمس من دون حروق.
ولكن هناك تحذيران مهمان. الأول، أن تصنيف عامل الحماية من الشمس يعتمد على مدى كثافة كريمات الوقاية من الشمس وليس الكمية التي يستخدمها المستهلك التي عادة ما تتراوح بين ربع ونصف الكمية المستخدمة في اختبارات المصانع. ويؤكد الخبراء على أهمية أن يضع الشخص البالغ مقدار ثلاث ملاعق من الكريم كل ساعتين عند النزول في حمامات السباحة.
أما التحذير الثاني فهو أنه بالنسبة لعامل الحماية الأكثر من 30 والذي يمنع نحو 97% من الأشعة فوق البنفسجية بي (إذا تم استخدامه بنفس مقدار كمية الاختبار)، تزيد الكفاءة بنسبة واحد أو اثنين في المائة.
وإذا أخذنا بنظر الاعتبار الطريقة التي يتم بها استخدام كريمات الوقاية من الشمس في الواقع اليومي، فإن المنتج الذي يحتوي على عامل حماية 30 يقوم بحماية بين 2.3 و5.5 أما الذي يحتوي على عامل حماية 50 فيقوم بحماية تتراوح بين 2.7 و7.1 وذلك حسب تقرير منشور في «نشرة العقاقير والمعالجة» Drug and Therapeutics Bulletin الشهر الماضي.
ولا تُذكر الأشعة فوق البنفسجية إيه، التي تمثل 95% من أشعة الشمس قواعد جديدة
* التي تصل على الأرض، في تصنيفات عامل الحماية من الشمس. وكان من المفترض أن تشير جملة «طيف واسع» إلى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية إيه، ولكن لا توجد تصنيفات رقمية لبيان مدى فاعلية المنتج في ذلك. وبموجب القواعد الجديدة، فإن المنتجات الملصق عليها جملة «طيف واسع» ستعني أن المنتج يقوم بحماية من الأشعة فوق البنفسجية إيه، وبي، على حد سواء، بينما المنتجات ذات عامل حماية 15 أو أكثر من الممكن أن تقوم بالحماية ضد سرطان الجد وشيخوخة الجلد المبكرة.
في الوقت نفسه، ينصح أخصائيو الأمراض الجلدية باختيار المنتجات المصرح بأنها ذات «طيف واسع» ولديها عامل حماية من 30 إلى 50.
ولا يوجد دليل على أن أي عامل حماية أكبر من 50 أفضل من غيره. ويجب وضع كريمات الوقاية قبل التعرض للشمس ثم وضعها مرة أخرى بعد مرور ساعتين حيث إنها تفقد فاعليتها بمرور الوقت. وحتى إذا كان المنتج مقاوم للماء، تأكد من وضعه مرة أخرى بعد الاستحمام أو العرق الشديد.
الأورام السرطانية
وقد أدى انتشار أورام الميلانوما إلى زيادة المخاوف بأن تكون كريمات الوقاية هي السبب وراء حدوث هذا السرطان الخطير. ولكن هناك تفسيرات أخرى أكثر احتمالا، وهو تعرض الناس للشمس لفترات طويلة، حيث تؤدي كريمات الوقاية إلى ازدياد فترات التعرض للأشعة فوق البنفسجية إيه. كما أن هناك العديد، إن لم يكن الأغلب، من مرضى أورام الميلانوما أصيبوا به قبل أن تصبح كريمات الوقاية شائعة الاستخدام.
إن الإصابة بضربات الشمس تزيد من معدل الإصابة بهذا السرطان؛ فالإصابة بخمس ضربات شمس خلال عقد من الزمن تزيد من احتمال الإصابة بنحو ثلاثة أضعاف. وهناك سبب آخر وراء انتشار هذا المرض وهو انتشار سرطان الجلد كثيرا خلال العقود الماضية.
مكونات الكريمات الضارة
بالنسبة للمكونات يوصي أخصائيو الأمراض الجلدية باستخدام المنتجات التي تحتوي على ثاني أكسيد التيتانيوم أو أكسيد الزنك فهما أكثر فاعلية للحماية من أشعة الشمس ولا يتركان بقايا بيضاء على البشرة.
وهناك بعض المخاوف، معتمدة على دراسة تأثيرها على الحيوانات، من أن يؤدي أكسي بنزون، المكون الرئيسي لكريمات الوقاية من الشمس إلى توقف الهرمونات الطبيعية ولكن ما من دليل علمي على هذا.
كما ارتبط «ريتينيل بالميتات»، وهو مكون كيميائي آخر يستخدم أحيانا بين المكونات غير النشطة، بحدوث سرطان الجلد للحيوانات محل الدراسة. ويجب أن تتجنب النساء الحوامل استخدامه لأنه يتحول إلى مكون يسبب تشوهات الأجنة.
وعلى الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الدراسات للتأكد من المخاطر المحتملة، فإن مجلة «كونسيومر ريبورتس» أكدت أن «المزايا المؤكدة لاستخدام الكريمات تفوق الأضرار المحتملة». وفي النهاية لا تجعل السعر يخدعك.
فعند اختبار 22 من كريمات الوقاية من الشمس وجدت المجلة أن 9 فقط ذات فاعلية ضد الأشعة فوق البنفسجية إيه وبي و3 أنواع صاحبة أكثر معدلات شراء وهي: مرشاشة عامل الحماية من الشمس «أب أند أب سبورت» Up & Up Sport SPF spray ويباع بـ88 سنتا لكل أونصة، وكريم «نو آد» بالصبار وفيتامين إي بعامل حماية 45 ويباع بـ59 سنتا، وكريم «إكوييت بيبي» بعامل حماية 50 ويباع بـ63 سنتا.
ويُباع كريم «لا روش بوساي أنسيليوس» عامل حماية 40 بـ18.82 دولار لكل أونصة ولكنه يأتي بعد هذه المنتجات من حيث الكفاءة.
وعلى الرغم من أن الدمج بين كريمات الوقاية من الشمس وطارد الحشرات يعد محاولة لقتل عصفورين بحجر واحد، فلا يوصي مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بذلك. فمن الممكن أن يؤدي كثرة الاستخدام إلى زيادة جرعة الطارد.
نصائح صحية
إن أفضل نصيحة للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة هي أن تبقى بعيدا عن الشمس في منتصف النهار وأن تستخدم الملابس والقبعة والشمسية في باقي فترات النهار حتى إذا كان هناك سحب كثيرة، فالسحب لا تمنع الأشعة الضارة.
وتذكر أن الرمل والماء يعكسان الأشعة فوق البنفسجية ومن الممكن أن تتعرض لها دوما حتى إذا كنت تجلس تحت الشمسية.
وتعتبر الملابس العادية درعا جيدا للحماية من الشمس عندما تكون جافة (وكلما كان النسيج ضيقا، كان ذلك أفضل) ولكنها تقدم حماية أقل أو لا تقدم حماية على الإطلاق عندما تكون مبتلة.
وهناك ملابس خاصة للحماية من الشمس وهي مكلفة ولكنها جيدة سواء كانت جافة أو مبتلة وهي جيدة جدا للأطفال الذين يمكثون لساعات في الماء أو على الشاطئ.
وتعد القبعات وأغطية الرقبة مفيدة خاصة للمولعين بالرياضة. وبغض النظر عن مدى حمايتك، فلا تنس أن تضع كريم الوقاية للوجه والأذن والرقبة والأيدي.
ضع في اعتبارك أيضا أن من المهم أن تتعرض للشمس لبعض الوقت حتى تحصل على مستوى آمن من فيتامين دي. ويوصي الأطباء الأشخاص الذين يتمتعون ببشرة فاتحة أن يعرضوا أيديهم وأذرعهم ووجههم وظهورهم لضوء الشمس غير المحرق لمدة 15 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات كل أسبوع في الفترة من أبريل (نيسان) وحتى سبتمبر (أيلول) حتى يحصلوا على كمية كافية من مركب فيتامين دي. ويحتاج الأشخاص ذوو البشرة الداكنة أن يتعرضوا لضوء الشمس لفترة أطول.