خريجو دور رعاية الأيتام .. مأساة حقيقية !!

مقالات
932
1



قلم فاطمة الكحلوت 
استوقفني بالأمس مقطع فيديو لمقدم برنامج يسأل رجل من مجهولي النسب لماذا تزوجت ؟! ومقدمة برامج تسأل فتاة تخرجت من دور رعاية الأيتام لماذا أنجبت خمسة أطفال ؟!
أليس من حقهم حياة كريمة كباقي البشر , ألا يحق لهم الزواج والإنجاب والعمل والعيش في بيت آمن ومستقر . 
خريجي دور رعاية الأيتام مأساة حقيقية علينا أن نقف عليها جميعنا , وأن نكثف  جهودنا ومؤسساتنا للحصول على أفضل نتائج  والعمل على إنشاء جيل يستطيع التعامل مع المجتمع بكل مستجداته العصرية وقادر على العطاء والتقدم نحو مستقبل متعلم ومدرك لمفاهيم العصر .
 
لا يمكننا تقبل أن يصبح خريجي دور رعاية الأيتام من الأيتام ومجهولي النسب والمتضررين من التفكك الأسري أن يكونوا منبوذين في المجتمع وأن يصبح مصيرهم الشارع الذي يلقي بهم إلى الهاوية فيصبح مصيرهم النوم عند أزقة الطرقات وعلى الأرصفة والعمل في النوادي الليلية وتعاطي المخدرات والترويج لها فهذا هو مصير كل شخص يعيش في الشارع .
 
إننا اليوم نقف عند قضية إجتماعية ودينية وأخلاقية تلزمنا أن نكون على قدر كبير من المسؤولية لمنع أي ضرر يلحق بأفراد دور رعاية الأيتام وخاصة عندما يتخرجون من دور الرعاية وينتقلوا إلى المجتمع .
نحن بحاجة إلى أسس وسياسات نرتكز عليها لبنائهم وتثقيفهم وتسليحهم بالعلم والشهادات التي تمكنهم فيما بعد من العمل في سوق العمل .
 
إننا عندما نتحدث عن يتيم أو مجهول النسب أو متضرر من التفكك الأسري فإننا نتحدث عن حالة إجتماعية خاصة علينا زيادة العناية بها ومحاولة تعويضهم عن الفقدان الذي يعيشون فيه , وتقديم لهم إحتياجاتهم النفسية والمادية من المأكل والمشرب واللباس والتعليم والتأمين الصحي ورفع معنوياتهم ليصبحوا ذو شأن في المستقبل .
 
لماذا لا يتم تقديم التعليم لهم بطريقة إجبارية تكون لصالحهم وتنشأ منهم جيل متعلم ؟! وتكثيف البرامج التوعوية والتعليمية , ولماذا لا يكون هنالك سنتين أو ثلاث  سنوات يتم فيها إعطائهم دورات تدريبية ذات شهادات تمكنهم من الإلتحاق بسوق العمل قبل أن يتم تخريجهم من دور رعاية الأيتام , لماذا ننسى وجودهم في حين تخريجهم من دور الرعاية دون تعليم ودون وظائف سيلحق الضرر بهم وبالمجتمع .
 
يؤسفني  حقا سماع قصصهم التي تبدأ بأوجاع وتنتهي بأوجاع وكأنه لا مأوى لهم في هذه الحياة , ما ذنبهم إن كانت أقدارهم في دور رعاية الأيتام ؟! وما هذا الوجع الذي يعانون منه عند نظرة المجتمع إليهم وكأنهم ليسوا من البشر أليس من حقهم الحياة الكريمة التي شرعها الله تعالى لكل البشر وما ذنبهم حين لا يجدون وظائف ليعملوا بها ولا مكان ليأويهم بعد تخريجهم من دور رعاية الأيتام .
فبالرغم من القوانين والسياسات التي تمنحهم الحقوق للعيش بحياة كريمة كغيرهم إلا أن ذلك يحتاج إلى قوى بشرية وتكاثف قوي من أجل تحقيق القوانين التي تضمن لهم حقوقهم , ووقفة إنسانية لدعمهم ماديا ومعنويا .
كاتبة وباحثة اجتماعية -الأردن 




هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك