برجك لن يخبرك بشيء هذا العام!

منوعات
1.5K
0



ما سوف تقوله العرافة في رأس السنة عن مستقبلك، أنت فقط من يستطيع التحكم به ومن هذه اللحظة! غير من عاداتك الصحية، مارس الرياضة، حقق حلماً مؤجلاً، سافر، أمسك سماعة الهاتف وأعد أواصر الود مع أشخاص خاصمتهم، ونحن في مجلة المرأة العربية نضمن لك سنة أكثر من رائعة!

برجك لن يخبرك بشيء هذا العام! 

الان، لنبدأ بالجد، معظمنا يميل للتنظير على الاخرين بأن الأبراج لا يمكن تصديقها، وقد يرد البعض عندما يسألهم شخص مستنكراً متابعتهم للأبراج أنه يفعل ذلك لمجرد المتعة فيدخل ما تقوله العرافة من أذن ليخرج فوراً من الأذن الأخرى، وأياً كنت من بين هؤلاء، هناك دوماً دوافع نفسية معينة تجعلك تنتظر بترقب قراءة برجك للعام الجديد! فما هي؟ اقرأ لتعرف أكثر!

النساء يقرأن الأبراج أكثر من الرجال!




تبعاً لمسح تم إجراؤه في عام 2005، وجد أن ما نسبته  28% من النساء اللواتي شملهن المسح يثقن بما تقوله لهن الأبراج، بينما تبلغ هذه النسبة بين الرجال المشمولين بالمسح 23%.  وفي دراسة تم إجراؤها في عام 2009 وجد أن النساء أكثر قابلية بمقدار الضعف لرؤية قارئة أبراج. ويرجح بعض علماء النفس أن هذه الظاهرة تنتشر أكثر بين النساء بسبب ما يسمى في علم النفس بظاهرة مركزية التحكم “Locus of Control”، وهذه الظاهر تعنى بقياس مدى سيطرة الفرد على أمور حياته المختلفة، والشخص الذي لديه مركزية تحكم داخلية يميل للسيطرة على حياتها بنفسه، بينما الشخص الذي لديه مركزية تحكم خارجية يميل للبحث عن عوامل خارجية تساعده في السيطرة على حياته وإن كانت غير واقعية مثل الأبراج، وتفيد الدراسات أن مركزية التحكم الداخلية أكثر انتشاراً بين الرجال، بينما مركزية التحكم الخارجية أكثر انتشاراً بين النساء.

والطريف في الأمر أن بعض المجلات والصحف المشهورة التي فيها زاوية مخصصة للأبراج قد جعلت هذه الزاوية تظهر فقط في ركن المرأة (اقرأ: كيف يمكنك التوقف عن الأكل العاطفي؟)، وذلك لاطلاعها على الدراسات السابقة، وإدراكها أن جمهور هكذا زوايا غالبيته من النساء.

عادة يومية!

قد يفعلها الكثيرون منا وبشكل أوتوماتيكي، خاصة عندما نطالع الصحف أو موقعنا الإخباري المفضل  صباحاً، غالباً هناك زاوية مخصصة للأبراج اليومية اعتدنا على النظر إليها بحثاً عن ما يقوله البرج الذي ننتمي إليه. وعلى الرغم من أن البعض لا يبالي كثيراً بما أخبره به برجه في الصباح، إلا أن البعض الاخر يأخذ ما قيل وكتب على محمل الجد! والطريف في الأمر أن بعض خبراء الأبراج يشيرون إلى أن حب الناس للأبراج واعتيادهم عليها نابع مما تخبرهم به من أمور إيجابية، فمحتوى الأبراج غالباً ما يكون إيجابياً (اقرأ: المشاعر الإيجابية تجعل قلبك صحي أكثر)!

الأبراج تبث الطمأنينة في نفسية متابعيها

لأن محتواها يأتي عاماً وبصيغة فضفاضة تناسب تفسيرات شريحة كبيرة من الناس الذين ولدوا في نطاق الفترة التي ينتمي إليها البرج، يبدأ البعض بتخصيص تفسير محتوى برجه وتفصيله على قياسه وفي سياق أحداث وظروف حياته وهذا ما يجعل قراءة الأبراج مريحة بالنسبة لشريحة كبيرة، فهم يظنون أنهم يقرأون كلمات تخاطبهم هم شخصياً مع أنها في الواقع عامة جداً! ويعتمد البعض على الأحداث التي يصدف فعلاً وقوعها لهم بعد قراءتهم لها في برجهم اليومي لإعطاء مصداقية لما تقوله الأبراج، دون أن يدركوا وجود ظاهرة شهيرة في علم النفس تسمى ” التحيز التأكيدي – Confirmation Bias”، تجعلهم يبنون مصداقية ما تقوله الأبراج على حوادث قليلة جداً أصابت فيها الأبراج مصادفة ويتناسون الغالبية العظمى من الأحداث التي وعدتهم أبراجهم بوقوعها ولم تحصل! كما وتمنح الأبراج البعض شعوراً بوجود ترتيب ما في أحداث حياتهم، ونمط معين تسير عليه تلك تباعاً يوماً تلو اخر، ومن لا يرغب في معرفة ترتيب الأحداث في حياته خاصة المستقبلية منها؟ غالباً، لا أحد!

وهم السيطرة والتحكم!

يجد البعض في الأبراج دليلاً يرشدهم عبر عثرات الحياة، خاصة عند اللحظات التي تستدعي اتخاذ قرارات مصيرية، وعلى الرغم من عدم واقعية ما تقوله الأبراج، إلا أن البعض يجد فيها مبرراً منطقياً لقرار أو تصرف ما، كما يجدون فيها وسيلة وأداة لمحاولة معرفة عواقب قراراتهم مسبقاً.

ويرجح بعض الخبراء في علم النفس، أن الأشخاص غالباً ما يلجأون لمتابعة وقراءة أبراجهم في الأوقات التي تكثر فيها متغيرات حياتهم، أو عندما يشعرون أنهم قد بدأوا بفقدان السيطرة على مجريات الأحداث من حولهم. عندما يفشل الشخص في التحكم بإحدى نواحي حياته العديدة، فإنه يبدأ بالبحث عن أمر يشعره بأنه لا زال يسيطر على الوضع وإن كان هذا الشيء خيالي وغير واقعي مثل الأبراج، فالأبراج تخدم هذا الشخص عبر منحه تلميحات عامة عن أمور يفسرها هو على هواه ويتخذها بوصلة يستدل بها على وجهته القادمة!

ربما ولهذا السبب بالتحديد تميل النساء للجوء إلى الأبراج عندما يرغبن بمعرفة مصير علاقة ما (اقرأ: ما يريده الرجل وما تريده المرأة!)، فنظراً لأن النساء أقل مبادرة من الرجال عندما يتعلق الأمر بالعلاقات، تبدو الأبراج الوسيلة المثلى لخلق وهم السيطرة على حياتهن العاطفية.

اتخاذ القرارات

مهما كان القرار الذي عليك اتخاذه في الأيام القادمة مهماً وكبيراً، سواء بخصوص علاقتك العاطفية بالشريك أو وضعك المالي أو التعليمي أو الصحي أو غيره، عليك أن تدرك أن اتكالك على الأبراج بشكل رئيسي لاتخاذ القرار النهائي، أمر قد تكون عواقبه وخيمة! بل إن فعل هذا يعني أننا قد أخذنا حس السيطرة الوهمي الذي منحتنا إياه الأبراج في لحظة مزاح وجعلنا منه أمراً جدياً! فبينما قد يبدو الاعتماد على الأبراج في قراراتنا غير المهمة أمراً ممتعاً ومسلياً، إلا أن اعتمادنا عليها عندما يتعلق الأمر بقراراتنا الكبيرة قد يشكل خطراً كبيراً. فالمعلومات التي يزودنا بها البرج ليست أكثر من معلومات عامة في أفضل الأحوال. وقد يؤثر اتخاذ القرارات بالاعتماد على الأبراج سلباً على نمو شخصية الفرد، ليصبح وعلى المدى الطويل غير قادر على اتخاذ أي قرار بنفسه!

الثقة بالنفس

قد يبدو اتخاذ القرارات بالاعتماد على الأبراج وسيلة نعزز فيها ثقتنا بأنفسنا لأول وهلة، فاتخاذ القرارات وإن كان بهذه الطريقة يعني أننا نستطيع الاعتماد على أنفسنا، ما يمنحنا إحساساً زائفاً بالثقة! ولكن على الشخص أن يدرك أن بناء وتعزيز ثقته بنفسه يحتاج منه لأكثر من مجرد التصرف حسب برجه! فنحن في عصر تتوافر فيه الكثير من الطرق والوسائل للجميع ليتعلموا ويتصرفوا بثقة أكبر بأنفسهم، وقد يكون أحد هذه الطرق التمسك بالعلاقات الصحية في حياتنا وإنهاء العلاقات السلبية التي تهدم ثقتنا بأنفسنا. وعلم النفس غني بالتقنيات والأساليب العلاجية الحديثة لتنمية الثقة بالنفس، بالإضافة إلى الكتب التي تنشر كل يوم من خبراء بتوصيات عملية لبناء الشخصية (اقرأ: ابدأ ببناء شخصية أقوى اليوم!)! وهذه جميعها تأتي بمصداقية تفوق مصداقية الأبراج الاف المرات إن لم يكن أكثر! السر في بناء الشخصية القوية والواثقة يكمن في الدراسة وتطوير النفس والتعلم والقراء والتدريب بوتيرة مستمرة، بهذه فقط تستطيع أن تصبح أفضل نسخة من نفسك!

 

سنة رائعة نتمناها لكم من فريق مجلة المرأة العربية، نرجو أن نكون قد تمكننا من إقناعكم بأن حياتكم لا تعتمد على ما سيقوله لكم برجكم في العام الجديد، بل على شخصية قوية وواثقة تستطيعون بناءها بكل سهولة إن اتبعتم الأسس العلمية والنفسية الصحيحة.





تعليقات الفيسبوك