آدم بألف حواء!! (مقال)

مقالات
258.4K
0



بقلم: بوح الحيارى

عزيزتي القارئة قد تنتفضين وأنت تتأملين هذا العنوان (آدم بألف حواء) وتثورين وتنكرين ثم تشجبين هذه الكلمات، ولكن في دوامة السطور الآتية قد تصلين إلى هذه النتيجة وتقتنعين بهذه الكلمات، ليس لأن (آدم) أفضل منك (حواء) في العلم والعمل؛ بل لأن موروثات القبيلة ودم القبيلة وأفكار القبيلة هكذا !!!

 

في البداية ترن في أذهاننا كلمات كثيرة، حواء نصف المجتمع، حواء المربية، حواء الام، حواء الحنون وغيرها من مفردات طنانة رنانة تشعرك بأنك محور الكون والحياة تدور من حولك. لكن نظرة تجريدية إلى الواقع والمحيط تنسف بهذه الأقوال عرض الحائط.

 

فأين حواء من نظرة التمييز الموروثة في دم القبيلة. فالذكر أفضل من الأنثى واللواتي تلدن الذكور فقط مفضلات مرغوبات، على الرغم من نفي العلم لعلاقة ودور الأنثى في تحديد ماهية المولود، فتحديد الجنس محصور بالذكر وليس للأنثى علاقة في ذلك.




 

أدم هو عمود الحياة وله النصيب الأكبر في كل شيء، بداية من التنشئة والتربية إلى الحرية في التصرفات والأفعال، لكن أنت حواء تبقين رهينة العادات والتقاليد والأصول .

 

نعم، قطعت مجتمعاتنا شوطا لا بأس به في إنصاف حواء ولكن هيهات أن تبلغ درجة آدم . تتعلم حواء وتكبر وتعمل وتتزوج وتنجب ولكن كل ذلك بضوابط عائلية، قبلية، موروثة؛ يتنصل منها آدم متى أراد، فلا حسيب ولا رقيب عليه. فهو” آدم ” لا يحمل هم شرف العائلة ولا يدور في فلك العفة، فذلك مقتصر على حواء، على عاتقها يقع ذلك، وحفظ اسم العائلة والقبيلة مرهون بها فقط.
وتبقى أجيال من حواء حبيسة الفكر المتجذر في DNA القبيلة والعائلة، والذي نورثه لأبنائنا وبناتنا على مر الزمن.

 

أما ما يثير الدهشة والاستغراب حقا، فهو بأنك – حواء- تصبيحين بغمضة عين غريبة عن العائلة، فحواء التي يجري دم العائلة في عروقها وعروق أولادها هي غريبة عن مال وإرث العائلة، فقد تزوجت وأنجبت من الغريب ولا يحق لها إلا القليل من مال العائلة، فكل قليل تأخذه هو كثير عليها. وليس لها أن تهمس ببنت شفه وتطالب بالمزيد، غير ما قسمه رب العائلة.

 

قاعدة شرعية معلومة، واضحة للجميع ‘للذكر مثل حظ الانثيين” لكن قليلات محظوظات من تطبق على حقوقهن تلك الكلمات.

في النهاية كلمات نسمعها صغارا وتظل تتكرر ونحن كبارا، آدم بألف حواء، هو الحافظ لاسم وسلالة العائلة والقبيلة، ولكن من دون حواء لا مكان لآدم في الحياة.

 






هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك