غلاء المهور يدفع إلى انتشار زواج الشغار في اليمن

منوعات
28.5K
0




غلاء المهور يدفع إلى انتشار زواج الشغار في اليمن

تنتشر ظاهرة زواج الشغار أو البدل في اليمن، وهي معادلة تقوم على ربط مصير عائلتين بحكم
عادات وتقاليد قبلية وتقول ببساطة “زوجني شقيقتك وتزوج شقيقتي ويكون المهر مقابل المهر، لكن إذا
انتكس زواج أحدنا، ينتكس زواج الآخر”.

ورغم القصص التي تروى عن نهايات مأساوية لهذا الزواج، يظل موجودا في الأرياف وتبقى الزوجتان موضوع
البدل محكومتين بظروف الأخرى، فإذا واجهت إحداهن مشاكل مع زوجها أو أسرته ينطبق الأمر ذاته على



الأخرى حتى إذا كانت على وفاق مع زوجها.

 
ويجمع علماء دين على أن زواج الشغار ليس من الإسلام في شيء، فيما يرى آخرون أنه منهي عنه شرعا، إلا
أن بعضهم يحللونه في حال تسمية المهر.
ومع ذلك يعتقد البعض في المجتمع اليمني القبلي المحافظ جدا
بأنه يحافظ على العلاقات بين العائلات وعلى التماسك الأسري ويحفظ المال والتركة داخل العائلة، لأن
البدل غالبا ما يكون في إطار العشيرة أو العائلة الواحدة، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
 
وقالت الوكالة إن ما يزيد من انتشار ظاهرة هذا الزواج، عدم حصول المرأة الريفية اليمنية على
قدر كاف من التعليم وجهلها بحقوقها وعدم قدرتها على مواجهة المجتمع والأهل.
 
وفي هذا السياق، قالت أخصائية علم الاجتماع أماني ميسري للوكالة إن استمرار انتشار هذا الزواج
يعود إلى المغالاة في المهور، مشيرة إلى أن “تزايد الفقر وتعاظم متطلبات الزواج يدفعان ببعض العائلات
إلى اللجوء إلى زواج البدل” الذي يمكن أن يعفي بطريقة أو بأخرى الزوج من المهر.
 
ولا تقتصر هذه الظاهرة على الأمّيين، فمحمد سعيد (35 عاما) تلقى تعليما عاليا ويدرك خطورة زواج
الشغار، لكنه اضطر، تحت ضغط أهله إلى القبول بالزواج على طريقة البدل خوفا على أخته التي تكبره
بالسن من العنوسة، حسب قوله للوكالة.
 
وأضاف للوكالة “كان الشرط أن أتزوج بنت أحدهم مقابل زواج أخوها بأختي، فأهلي يعتبرون ذلك (ضرب
عصفورين بحجر)”.
 
وأوضح “عانيت مشاكل لا تحصى منذ بداية هذا الزواج، ولم أتفق مع زوجتي، وبالمثل أختي مع زوجها،
وتجرعنا مرارة هذا الزواج سبع سنوات فقدت بعدها القدرة على أن أتحمل أكثر وطلقت زوجتي التي أخذت
ولدي وابنتي معها ولم أرهم منذ أربع سنوات”، وبالنتيجة تطلقت أخته و”عادت إلى منزلنا مع أولادها
الثلاثة” على حد قوله.
 
وعزت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور استمرار هذه الظاهرة إلى المغالاة في المهور والمبالغة في شروط
الزواج، “فيكون الحل لمن لا يستطيعون توفير كل هذه المتطلبات زواج البدل”، مقللة من حجم انتشارها
لعدم وجود دراسات وإحصائيات حولها.






هل ترغبين في تلقي الأخبار الجديدة التي تصدرها المجلة؟
الاشتراك في نشرة أخبار المجلة



تطبيق مجلة المرأة العربية

يمكنك اختيار نسخة التطبيق المناسبة لجهازك.

تطبيق مجلة المرأة العربية

تطبيق مجلة المرأة العربية

تعليقات الفيسبوك